ينتج داء النقرس عن الزيادة في إفراز أحد الحمضيات التي تعرف باسم حمض اليوريك الذي تزداد نسبته في الدم نتيجة الإفراط في تناول أطعمة غنية بحمض اليوريك. وفي الحالات العادية يتم التخلص من هذا الحمض عن طريق البول، لكن إذا زادت كميته عن المستوى المطلوب يترسب حول المفاصل، مما يسبب تهيجا والتهابا بالغشاء المفصلي لينتج عنه الكثير من الألم.
وتشير الإختصاصية عاشور أن هذا الداء يعرف أيضا باسم داء الملوك لأنهم كانوا الأكثر إصابة بهذا المرض بسبب نمط تغذيتهم الذي يعتمد على تناول الكثير اللحوم.
ويتواجد حمض اليوريك بكثرة في اللحوم الحمراء، والطحال، والكرشة، إضافة إلى بعض الأسماك مثل التونة، والسردين. إضافة للأكل من الممكن للشخص أن يصاب بداء النقرس لأسباب وراثية، وتحديدا داخل العائلات المعرضة للإصابة، وفي مقدمتها العائلات التي تمتلك سجلا مرضيا يحيل على الإصابة بداء السكري، أو بعض أمراض الدم، وأمراض الشرايين.
وتعزى الإصابة بين العائلات بالنقرس عن طريق الوراثة، إلى وجود خلل استقلابي، لكن عامل الوراثة يبقى ضعيفا، على عكس باقي الأمراض الوراثية من قبيل داء السكري، لذا تبقى نسبة الإصابة بالنقرس نتيجة الوراثة محصورة في نسبة قليلة لا تتجاوز 5 في المائة.
إلى جانب الوراثة والتغذية، يمكن لبعض الأشخاص أن يصابوا بداء النقرس نتيجة تناول بعض الأدوية الغنية بحمض اليوريك، وعلى سبيل المثال الأدوية المدرة للبول.

* تورم وسخونة في المفاصل

عند الإصابة بداء النقرس يشعر المريض بالكثير من الآلام على مستوي المفاصل، خاصة مفاصل الأطراف السفلى، وفي مقدمتها مفصل القدم والركبة، وأصبع القدم الكبير. إلى جانب الإحساس بالألم تصاب المنطقة المصابة ببعض التورم والاحمرار، والسخونة.
تنتج هذه الأعراض بعد ترسب البلورات الناتجة عن افراز حمض اليوريك في المفاصل، « لأن أصل داء النقرس هو ترسب الحمض في المفاصل، وغالبا ما يكون في مفاصل القدمين» تقول الإختصاصية عهد عاشور.

* الإهمال يؤدي للروماتيزم المزمن

ينتج عن إهمال علاج أعراض النقرس العديد من المشاكل الصحية وفي مقدمتها
- روماتيزم مزمن مع تكون تكتلات في مفاصل المريض خاصة على مستوى المرافق والركب، والكعبين.
- التهابات حادة مع آلام مزمنة.
- حصى في الكلى
- التهاب الكلى
- الإصابة ببعض أمراض القلب.
- التأثير على الدم مما يؤدي للإصابة بالسكري
- التأثير على الشرايين وعضلات القلب.

* حمية مدى الحياة

يمكن لمريض النقرس أن يشفى بسهولة في حال تم التشخيص مبكرا قبل تطور المرض والإصابة بأمراض أخرى، وذلك من خلال تناول بعض الأقراص التي يصفها الطبيب مع التجنب كليا لتناول الأطعمة الغنية بحمض اليوريك، وفي مقدمتها اللحوم الحمراء، الكبد، الطحال، الأسماك غير البيضاء مثل السردين، التونة، الأنشوبة، والقشريات، مثل القمرون، والفطر. إضافة لبعض الأجبان الفرنسية الغنية بحمض اليوريك.
يجب الامتناع أيضا عن الخضروات الخضراء وفي مقدمتها، السبانخ، السلق، الخبيزة، ثم الكحول التي تحتوي على الكثر من حمض اليوريك.
لكن في حال كان المرض ناتجا عن عامل وراثي فإن اتباع الحمية يكون أمرا دائما.

سكينة بنزين