يصاحب عيد الأضحى عند المغاربة الكثير من العادات الغذائية اللاصحية والمتمثلة في الإفراط في تناول لحم الخروف المليء بالدهنيات والذي يتسبب في الكثير من الأمراض الخاصة بالجهاز الهضمي لدى الشخص العادي والعديد من المضاعفات بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة كالسكري والكوليسترول والنقرس وغيرها. فيما يلي تقدم الدكتورة سعاد أوزيت الاختصاصية في الحمية وداء السكري عددا من المضاعفات التي تنتج عن الإفراط في تناول اللحم وأيضا النصائح والطرق السليمة التي يجب اتباعها لعيد بدون أضرار صحية.
مشاكل الهضم
يعاني عامة الناس أثناء أيام عيد الأضحى من أمراض المعدة ومشاكل الهضم، وأغلبهم يلجؤون إلى استعمال بعض الأدوية والمشروبات الغازية لمساعدتهم على الهضم. كما نجد بعض الناس يعانون من الإسهال الذي يسببه لحم الغنم شديد الدسم. هذا فيما يخص الناس الأصحاء الذين لا يعانون من أمراض معينة، أما بالنسبة لكبار السن أو المصابين بأمراض مزمنة كالسكري والكوليسترول ومرض النقرس أو الضغط الدموي يكون خطر الإفراط في اللحم أكبر ويتسبب في ارتفاع الضغط والكوليسترول والسكر.
يتسبب الإفراط في تناول لحم الخروف في عيد الأضحى في ظهور الكثير من الأمراض الخاصة بالجهاز الهضمي، كما يساهم في ظهور الكثير من المضاعفات بالنسبة للناس الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري والكوليسترول وغيرهما وأيضا عند مرضى السرطان الذين يتابعون العلاج الكيماوي تكون انعكاسات الإفراط في تناول اللحم كبيرة جدا عليهم لأن اللحم يساعد الخلايا السرطانية على التكاثر.
مضاعفات لحم الخروف على أصحاب الأمراض المزمنة
بالنسبة لمرضى السكري ترتفع عندهم نسبة السكر في الدم بسبب استهلاكهم المفرط للحوم دون الخضر، وكذلك بالنسبة للأشخاص المصابين بالكوليسترول لأن نسبته ترتفع في الدم بعد تناول اللحم، وهذه الدهون يمكن أن تغلق الشرايين الحساسة المرتبطة بالقلب والكلى والمخ والعينين. إذ يعمل الكوليسترول على إغلاق الشرايين المهمة في الجسم، كما يقوي الخلايا السرطانية عند مرضى السرطان في وجه الأدوية التي يتناولها المريض.
يمكن لمرضى السكري الذين لا يشكون من ارتفاع الكوليسترول تناول القليل من لحم الغنم لكن شريطة الإكثار من الخضروات والفواكه، كما يجب أن تكون باقي الوجبات عادية وخالية من اللحوم وتجنب طهي الخضروات مع اللحم لأنها تأخذ كميات كبيرة من الدهون التي يطرحها اللحم في المرق. أما الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليستيرول فممنوع عليهم منعا كليا تناول اللحوم الحمراء بكل أنواعها ولكن تجاوزا يمكنهم تناول «قطيب» واحد من لحم الفخذ في اليوم مع الإكثار من تناول السمك والدجاج لكن بخلاف ذلك يمنع تناول اللحم بشكل قاطع على مرضى النقرس ما عدا السمك الأبيض مع اتباع الحمية التي ينصح بها الطبيب والأدوية.
العادات الغذائية السيئة للمغاربة في العيد
أول عادة يمكن الحديث عنها هي أن المغاربة يشترون خروفا فيه ستون كيلوغراما ويتناولونه في ستة أيام مما يعني أن العائلة التي كانت تستهلك نصف كيلو من اللحم في اليوم ستستهلك عشرة كيلو غرامات في اليوم وإذا كان عدد أفرادها خمسة فمعدل استهلاك الفرد الواحد من اللحم هو كيلوغرامين من اللحم في اليوم، حيث يصبح اللحم هو الطبق الرئيسي في كل الوجبات ونستغني به عن الخضروات والفواكه وحتى الخبز. والخطير في الأمر هو تغيير النظام الغذائي الذي تعود عليه جسمنا طيلة أيام السنة فجأة لاستهلاك كمية كبيرة من اللحم وهذا هو السيء في عيد الأضحى هذا بالإضافة إلى الاستهلاك المفرط للمشروبات الغازية لأن جسم الإنسان بعد تناول كميات كبيرة من اللحم والمشروبات الغازية تجتمع به كمية كبيرة من السعرات الحرارية الضارة من قبيل الدهون والسكريات.
نصائح عامة لعيد بدون مضاعفات صحية
يمكن أن نتجاوز كل المضاعفات التي يسببها اللحم خلال فترة العيد بالاهتمام باقتناء الخضروات بكثرة وليس الاهتمام بتناول اللحم فقط مع التنويع في الوجبات التي نتناولها بشكل يومي وعدم جعل اللحم طبقا رئيسيا في كل وجبة وتجنب المشروبات الغازية مع الحرص على تناول السلطات بكميات كبيرة لأن المهم هو أن يصل كل شخص إلى استهلاك ما يعادل أربعمائة غرام من الخضر بشكل يومي. بالإضافة إلى ضرورة ممارسة الرياضة باستمرار لحرق السعرات الحرارية الزائدة في الجسم الناتجة عن التغيير الذي يحدث في النظام الغذائي والإكثار من شرب الماء أو تناول الشاي لكن مع محاولة تخفيض نسبة السكريات فيه لأنها عندما تجتمع مع الدهنيات ينتج عنها ارتفاع في السعرات الحرارية التي قد تصل إلى ألف ومائتي سعرة حرارية في الوجبة الواحدة وهو ما يعادل أربعة آلاف سعرة حرارية في اليوم الواحد.
لا فرق بين لحم الغنم والماعز
ليس هناك فرق كبير بين لحم الماعز ولحم الخروف وهذا من الأخطاء الشائعة التي يؤمن بها المغاربة كثيرا خاصة بالنسبة لمرضى السكري، لغياب فرق كبير في كمية الكوليسترول الموجودة في لحم الماعز ولحم الخروف، هذا بالإضافة إلى كون اللحوم بصفة عامة لا تتوفر على السكريات.
يجب تناول 150 غراما من اللحم في اليوم أي ما يعادل شريحة صغيرة من اللحم، وما تبقى يجب أن يكون متنوعا بين الخضروات والفواكه.
بولفاف هو من الأكلات التقليدية التي يحضرها المغاربة في عيد الأضحى وخطورته تكمن في لفه بالشحوم التي توفر كمية كبيرة من الدهنيات، والخطير في الأمر أن تلك الشحوم حينما تحرق تحتوي على مواد سرطانية تنمو وتتكاثر بالجسم، وبالنظر إلى أنه من العادات الغذائية التي لا يمكن للمغاربة الاستغناء عنها أيام عيد الأضحى فمن المفضل أن لا يتم استهلاكه بكثرة والاكتفاء بتناول قطعة أو قطعتين منه دون إضافة الشحوم له، مع الحرص على تناوله رفقة سلطة كبيرة من الخضروات.
مجيدة أبو الخيراتالمصدر: منتديات الياس عيساوي