يعتقد الكثير من الناس أن وضع مقوم الأسنان هو الحل المثالي من أجل تجاوز مشكل اعوجاج الفك، وربما يصبح الخلاص لدى الكثيرين في التوجه نحو صانع الأسنان الذي يقوم باختيار طرق علاج غير مناسبة، خاصة أن مشكل اعوجاج الفك لا يرتبط بالأسنان فقط وهو ما يستلزم مراقبة نمو الوجه والفكين من خلال اللجوء لجراحة العظام التقويمية.

* أسباب اعوجاج الفك

ترى الاختصاصية بوغضن أن الوراثة ليست السبب الوحيد الذي يؤدي لظهور اعوجاج بالفك، لتركز على مجموعة من العادات السيئة التي لا يتم الانتباه لها أثناء الطفولة، «من الممكن أن يحدث تشوه الفك بسبب مص الاصبع لفترات طويلة، أو من خلال جذب الملابس أو الأغطية، اضافة لمشاكل النطق» تقول الاختصاصية التي تشير أن النطق ببعض الحروف مثل التاء والدال يستلزم وصول اللسان لأعلى اللهى، لكن بعض الأشخاص ينطقون هذه الحروف من خلال وضع اللسان بين الأسنان وهو ما يؤدي لدفع الفك نحو الأمام.
من الممكن أن يكون المشكل من خلال تقليد الطفل لوالديه أثناء اللعب، كأن يمازحاه من خلال حثه على اللعب بفكه عن طريق دفعه للأمام ورده للخلف، مما يتسبب في خروج الفك السفلي للأمام .من الأسباب التي لا يلتفت لها الكثيرون نجد تقليد الأطفال لبعض شخصيات الرسوم المتحركة مما يحول دون نمو الفك بشكل طبيعي.

* الجراحة حل سحري

من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها البعض من أجل تقويم اعوجاجات الفك، الاستعانة بصانع الأسنان من أجل وضع مقوم الأسنان، وترى الدكتورة بوغضن أن هذه الخطوة من الممكن أن تزيد من تعقيد حالة المريض من خلال الإضرار بالأسنان دون التمكن من تقويم الفك.
وتكمن الخطوة الأولى في معرفة سبب الإعوجاج، لأن هناك بعض الحالات التي ترتبط بمشاكل النطق، وهذا يستلزم علاجا مزدوجا من خلال تصحيح النطق، وإخضاع المريض للجراحة. «لكن للأسف الكثير من الناس يرفضون العلاج كنوع من التخوف بمجرد ذكر الجراحة، ويطالبون بعلاج بديل، لكن الجراحة هي الحل الوحيد عندما يتعلق الأمر بمشاكل الفك» تقول الاختصاصية التي ترى أن تمسك بعض المرضى بوضع المقوم فقط لا يأتي بأي نتائج تذكر.
ويفضل إخضاع المريض للجراحة بعد بلوغه سن الرشد، حتى لا يعاود المشكل الظهور بسبب استمرار نمو الفك. وقبل الخضوع للجراحة يقوم الطبيب المعالج بإجراء مجموعة من الفحوصات التي تساعده على وضع دراسة عامة وتفصيلية لحالة المريض حتى يتمكن من وضع الخطوات العلاجية التي تكون بتنسيق مع طبيب مختص في جراحة الوجه والفكين.
وسواء تعلق الأمر بإعوجاج الفك العلوي أو السفلي فإن الأمر يتطلب نفس الدقة، وذلك من خلال معرفة الطبيب المسبقة لما يجب عليه القيام به منذ البداية، لأن دور طبيب الأسنان هو إعداد المريض من أجل الجراحة حيث يتقدم للجراح بالنقاط التفصيلية والقياسات اللازمة التي سيشتغل على ضوئها أثناء إجراء الجراحة، كأن يقوم بكسر الفك العلوي حتى يتمكن من مد للأمام في حال كان أصغر من الفك السفلي، أو القيام بالعكس من خلال تصغير عظمة الفك السفلي البارز.
وتكون النتائج جد واضحة بعد إجراء العملية، حيث تتغير ابتسامة الشخص، وطلته بسبب تغير المظهر الخارجي للوجه لأن جراحة تقويم الفك تغير الثلثين الأسفلين للوجه بطريقة واضحة. لكن خطوة العلاج لا تقف عند الجراحة، حيث يعود المريض لاستكمال العلاج لدى طبيب الأسنان الذي يواصل خطوات التقويم، ويستلزم الأمر مدة تتراوح ما بين السنتين والنصف إلى ثلاثة سنوات بمعدل زيارة واحدة كل شهر حتى تكون عملية التقويم ناجحة ومثالية.
وتنصح اختصاصية جراحة الأسنان بوغضن المريض بالمواظبة على العلاج، مع الابتعاد عن تناول الأشياء الصلبة، أو العلكة والكراميل خلال مرحلة العلاج، لأنها تعيق عملية العلاج من خلال إفساد أجزاء من مقوم الأسنان الذي يضعه طبيب الأسنان للمريض بعد إجراء الجراحة.
وتنصح بوغضن المريض عقب إجراء الجراحة بزيارة الطبيب خلال الموعد المتفق عليه، «لأن الطبيب يضع خطة علاج تستدعي ظهور نتائج معينة خلال شهرين من أجل الانتقال لمرحلة أخرى، لكنه يفاجؤ بأن المريض يغيب لأشهر ثم يعود بسبب ظهور مشاكل أخرى بالأسنان، وهذا من شأنه تمديد مدة العلاج»

الوقاية

اعوجاج الفكين من المشاكل التي لا يمكن للشخص أن يتفادها من خلال الوقاية، لأنها مشاكل تظهر أثناء البلوغ بسبب أخطاء وعادات يومية خاطئة لا ينتبه لها الآباء، لذا تبقى مهمة الوقاية ملقاة على عاتق الآباء بالدرجة الأولى وذلك من خلال الحرص على الرضاعة الطبيعية لأنها تساعد على نمو الفكين بطريقة طبيعية، كما تنصح نعيمة بوغضن الأمهات بعدم تقديم الوجبات مطحونة للصغار بمجرد ظهور الأسنان الأولى، لأن المضغ يساهم في نمو الفكين ويقوي عضلات الفكين والوجه بصفة عامة، وهي خطوة تقي مستقبلا من مشاكل اعوجاج الفك.

سكينة بنزين