«يقف العلم عاجزا لحد الساعة عن تحديد الأسباب المباشرة التي تعرض الحوامل للإصابة بتسمم الحمل على الرغم من كثرة الأبحاث التي تنجز في هذا الإطار» يقول الدكتور الشنفوري أثناء حديثه عن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بهذا المرض المحير الذي دفع جامعة أمريكية إلى تخصيص لافتة فارغة ليكتب عليها إسم صاحب السبق الذي سيحل هذا اللغز المحير.
وبانتظار حل اللغر يكتفي الأطباء بوضع مجموعة من الفرضيات التي تساعد على التشخيص المبكر لهذا المرض المفاجئ الذي يصيب الحوامل في الشهور الأخيرة من حملهن، «فهو عادة ما يكون في الشهر السابع أو الثامن أو التاسع على الأكثر. أحيانا يصيب المرأة بدون أي أعراض مسبقة في ظرف أربع وعشرين ساعة أو ثمان وأربعين ساعة» يقول الشنفوري.

* الأكثر عرضة!

ترتفع نسبة الإصابة بتسمم الحمل بين صفوف الحوامل اللواتي لم يتعدين العشرين سنة، إضافة للحوامل في سن الأربعين فما فوق، لكن هذا لا يعني أن باقي الفئات العمرية في منأى عن الإصابة بالمرض، حيث تسجل إصابات بين صفوف الحوامل اللواتي تتراوح أعمراهن ما بين العشرين والأربعين سنة.

* حذار من الإنتفاخ

بالنظر لغياب أسباب محددة لحالة تسمم الحمل، تنصح الحوامل بمراقبة بعض الأعراض التي تدل على المرض وفي مقدمتها،
- الضغط الدموي الذي يعد المؤشر الأول للإصابة بتسمم الحمل، وعادة ما يبدأ في الإرتفاع بوتيرة ملحوظة ليتراوح ما بين 14و18
- الإنتفاخ الذي ينطلق من الأطراف السفلى، ثم اليدين حيث تلاحظ المرأة أنها لم تعد قادرة على تحريك أصابعها جيدا. بعدها ينتفخ الوجه، ثم يصبح الإنتفاخ عاما في جميع أطراف الجسم. «في هذه الحالة تلاحظ المرأة كلما ضغطت على جزء من جسدها وجود ما يشبه الماء تحت الجلد، ومرد ذلك إلى كون الإنتفاخ ينتج من خلال عجز الجسم عن التخلص من السوائل الموجودة داخل الجسم، مسببا إحتباس الماء داخل الجسد» يقوم إختصاصي أمراض النساء.

* الإنتفاخ قد ينتهي بالعمى !

يتوجب على الحوامل التعامل بحذر مع الأعراض السابق ذكرها، لإن الإهمال يتسبب في تأخير التشخيص مما يعرض الحامل لمخاطر صحية وفي مقدمتها، نزيف دموي دماغي.
- نزيف دموي باطني، مثل نزيف الكبد، أو نزيف داخل الرحم، وأعضاء أخرى من الجسم
- نزيف دموي داخل العين بسبب الإرتفاع الكبير للضغط الدموي. قد ينتهي الأمر بالعمى بالنسبة لبعض النساء أثناء الحمل، وفي هذه الحالة توجد حوامل تسترجعن نظرهن، وأخريات يصبن بمشاكل دائمة في النظر.
- موت الجنين.

*راقبي ضغطك مرة في الأسبوع

لتجنب الإصابة المفاجئة بتسمم الحمل يجب مراقبة الضغط الدموي أثناء الحمل مرة واحدة على الأقل خلال الأسبوع، ابتداءا من الشهر الرابع. وإذا لاحظت الحامل أن الضغط غير عادي يجب عليها أن تسارع باستشارة مختص من أجل التشخيص السريع لاكتشاف الأعراض الأولى التي تساعد المختص بالتنبؤ بالإصابة.
- إجراء تحليل للبول من أجل قياس نسبة الأملاح التي تكشف عن وجود خلل بجسم المرأة.
- مراقبة الإنتفاخات التي تظهر بنسبة قليلة، لكنها تزداد مع المدة.
- اتباع نظام غذائي متوازن

* إيقاف الحمل

عند وجود المؤشرات الدالة على الإصابة بتسمم الحمل، يلجأ الطبيب للكشف السريري، ويقوم بتحاليل بيولوجية ليتوصل إلى المرض ويقوم بوصف بعض الأدوية مع المراقبة عن قرب لتحدد الطريقة المناسبة للعلاج، حيث تستدعي حالة بعض الحوامل التواجد داخل المستشفى من أجل استمرار الحمل.
في الحالات الحرجة من الممكن توقيف الحمل في الشهر السابع لحماية حياة الأم والجنين معا، حيث يوضع الطفل داخل الحاضنة الزجاجية، «لأن وجود الجنين في بطن والدته يعد السبب المباشر لتدهور حالتها نتيجة إفرازات هرمونية وبيولوجية عجز العلم عن تحديد سببها لحد الساعة، مما يحدث تنافرا بين جسم الحامل وجنينها… لذا يعود جسم الأم للإستقرار بمجرد إزالة الجنين» يشرح الدكتور الشنفوري.
هناك حالات أخرى من الممكن أن يستعين فيها المختص بالأدوية فقط لأكمال الحمل إلى الشهر التاسع، وقد ينجح الأمر بنسبة 70 في المائة في حال كان التشخيص مبكرا.

سكينة بنزين