يتهدد السكري العديد من الأطفال في سن مبكرة، مما يفرض على الأهل اختيار نمط عيش مناسب للطفل حتى لا تتفاقم المشكلة الصحية بطريقة قد تعرض حياة الطفل للخطر. الدكتورة عهد عاشور إختصاصية السكري تتحدث فيما يلي عن أسباب إصابة الأطفال بالسكري، إضافة إلى الأعراض، ومدة العلاج، ثم أهمية التتبع المستمر لحالة الطفل من قبل الأسرة.
تتفاجؤ بعض الأسر من إصابة الأطفال بمرض السكري على الرغم من سلامة السجل الطبي للعائلة. وبالمقابل تتفاجؤ بعض الأسر من سلامة الإبن من الإصابة على الرغم من إصابة الأم بداء السكري، وهي النقطة التي أكدت عليها الدكتورة عهد عاشور من خلال نفيها إماكنية انتقال السكري من الأم إلى الجنين.
خلل في المناعة
من الممكن أن يتعرض الطفل للزكام، أو بعض الأمراض الفيروسية الموسمية التي تنقل بعض الفيروسات لجسم الطفل مما يؤثر على خلايا البنكرياس ويحدث ارتباكا في إفراز الأنسولين بعد تحطيم هذه الخلايا ومن تم تظهر أعراض السكري على الطفل. لكن هذا لايعني أن جميع الأطفال الذين يصابون بمرض فيروسي خلال فصل الخريف، أو الربيع من الممكن أن يصابوا بداء السكري، لأن هذه الحالات نادرة، حيث يتعرض لها طفل واحد من بين 10آلاف مصاب بالزكام.
من الأسباب أيضا العامل الوراثي، أو خلل في جهاز المناعة. وترى الدكتورة عهد أنه من الصعب تحديد فئة الأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالسكري.
انتبهوا للتبول الليلي
تظهر أعراض داء السكري لدى الطفل بصفة حادة وسريعة، حيث يلاحظ أنه يأكل بشراهة.
- فقدان الوزن.
- التبول في الليل.
- العياء و الإغماء.
هناك بعض الأسر تنتبه لهذه الأعراض، وتأخذ الطفل للطبيب العام، أو طبيب الأطفال الذي يتمكن من تشخيص المرض بسرعة. في المقابل توجد أسر لا تبدي أي اهتمام بحالة الطفل مما يعرضه فجأة لغيبوبة، «لذا نجد أن هناك بعض الصغار في سن الثانية أو الثالثة من الممكن أن يصابوا مباشرة بغيبوبة ارتفاع السكري» تقول الدكتورة اختصاصية السكري.
علاج مدى الحياة
يعتمد علاج السكري على حقن الأنسولين مرتين إلى أربع مرات في اليوم. تتنوع الأنسولين بين سريعة المفعول، والأنسولين بطيئة المفعول من أجل الحفاظ على توازن السكرى في الدم. ويضاف إلى الحقن تنظيم الغذاء، وممارسة الرياضة، والتوعية للأهل بمخاطر ارتفاع السكري، مع المراقبة المستمرة لحالة الطفل، حيث يتوجب على الأهل مراقبة قياس السكري للطفل بمعدل ثلاثة مرات في اليوم قبل الأكل وبعده، للحفاظ على توازنه طيلة الأربع وعشرين ساعة. عادة ما يكون قياس السكري قبل الفطور ما بين 1 إلى 1,10غرام، وبعد الأكل لا يتجاوز 1,40غرام٠
غالبا يكون العلاج مدى الحياة، مع وجود فترة بعد العلاج الأولي تعرف بشهر عسل السكري، حيث ينتظم كل شيء، «وهنا نحتاج إلى نقص جرعات الأنسلين، و أحيانا يتم الإستغناء عن الأنسولين سريعة المفعول لأنها تتسبب في تخفيض نسبة السكر» تقول الإختصاصية عاشور التي ترى أن مرحلة شهر عسل السكري غير قابلة للتحديد، حيث يمكنها أن تستمر لمدة شهر، أو شهرين، أو سنة. لكن الشخص الذي يغفل عن المراقبة والعلاج من الممكن أن يتعرض لارتفاع السكري في أي لحظة، أو من خلال تعرضه لالتهاب في لأذن، أو الزكام … وفي هذه الحالة يتم الرجوع إلى حقن الأنسولين بمعدل ثلاثة إلى أربعة حقن في اليوم.
الوقاية لا تحمي الأطفال من الإصابة
لا يمكن الحديث عن الوقاية من السكري لدى الطفل كما هو الحال بالنسبة للكبار الذي يصابون بالسكري من النوع الثاني، حيث نجد أن بعضهم يصاب بالسكري على الرغم من غياب الجانب الوراثي، وعلى الرغم من نحافة الطفل الذي يتعرض للسكري من النوع الأول.
مع ذلك ينصح الطفل بالحفاظ على وزنه، مع حرص الآباء على تنظيم تغذيته من خلال تناول ست وجبات في اليوم، ثلاثة رئيسية تضم الفطور،الغذاء، والعشاء، تتخللها وجبات خفيفة، وتكون عبارة عن سكريات بطيئة الهضم مثل بيسكويت مالح، أو القليل من السكريات السريعة لكن بصفة مقننة، لأن النظام الغذائي لدى الأطفال يعتمد على ثلاثة محاور، 30في المائة من البروتينات، مع القليل من السكريات البطيئة، والقليل من الدهنيات، مع القليل من اللحم الخضراوات، الخبز أو مشتقاته مثل الأرز، المعجنات، الكسكس.
سكينة بنزين
المصدر
http://www.ahdath.info/المصدر: منتديات الياس عيساوي