تنتشر مشكلة انزلاق الرحم في صمت بين النساء اللواتي يفضلن التكتم على هذا المشكل الصحي المحرج، مما يؤدي إلى ظهور تداعيات خطيرة أهمها نزول المثانة إلى خارج الجسم وهو ما يستدعي تدخلا جراحيا سريعا. الدكتور مصطفى المشرقي اختصاصي في أمراض وجراحة الكلى والمسالك البولية، يتحدث عن الأسباب المباشرة لهذا المرض، وعن طرق علاجه إضافة للخطوات الوقائية التي من شأنها تجنيب النساء للعواقب الوخيمة الناتجة عن إهمال العلاج.
«الكثير من النساء يرفضن الكشف عن هذا المرض على الرغم من انتشاره بين العديد من النساء، حتى إن بعضهن يعتقدن أنه أمر بديهي يعقب عمليات الولادة وفقا للتصور السائد الذي تنقله الأمهات للبنات، ويبقى حاجز الحشومة أهم معيق لعلاج هذا المرض في بدايته» يقول الدكتور المشرقي متحدثا عن انزلاق الرحم الذي ينتهي بالطلاق في بعض الحالات.
يكون نزول الرحم من خلال خروجه من الحوض عن طريق المهبل من خلال التزحح عن موضعه الأصلي بسبب الإرتخاء الذي يصيب الأربطة التي تصل الرحم بالحوض. ومن المعلوم أن الرحم عضو متحرك في الأصل لأنه ليس ثابتا كباقي أعضاء الجسم لإرتباطه بما يشبه العضلات القابلة للتمدد، وهو ما يتماشى مع التغيرات التي يعرفها جسم المرأة بسبب التقلبات الهرمونية خاصة تلك التي تقع خلال فترة الحمل، حيث يتمدد الرحم تبعا لنمو الجنين.
* أسباب نزول الرحم
- كثرة الولادات التي تؤدي إلى ارتخاء الأربطة التي تصل الرحم بالحوض، وأحيانا من الممكن للولادة الأولى أن تؤدي إلى نزول الرحم في حال كانت ولادة عسيرة، حيث توجد بعض الحالات التي يستمر فيها الطلق لمدة تتراوح ما بين 12و18ساعة.
- تراجع نسبة الهرمونات بجسم المرأة في سن اليأس، مما يؤثر على الأربطة التي تربط الرحم بالحوض.
- بعض الحالات المرضية التي تعاني منها بعض العائلات من وجود أمرض الكولاجين مما يسبب ارتخاءا وهو ما يبرز على مستوى اليد أوالذقن وغيرها.
- ممارسة الرياضة، حيث ترغب الكثير من النساء في الحصول على بطن مثالي من خلال ممارسة حركات تقوية عضلات البطن، التي تؤدي إلى الضغط على عضلات الحوض حيث يتواجد الرحم.
- الوزن الزائد.
- كثرة السعال أيضا من الأسباب حيث تتسب في البداية في السلسل البولي ثم تتطور إلى نزول الرحم.
* مضاعفات المرض
يبدأ الرحم في النزول بدرجات متفاوتة، الأولى والثانية من الممكن أن تعالج بالأدوية والترويض، أما الثالثة والرابعة فتحتاج لتدخل جراحي، وعادة ما تبدأ المضاعفات في الظهور عند إهمال العلاج على شكل التهابات في عنق الرحم تتطور لحد تعرض المريضة للسيلان بالدم، وآلام في العلاقة الزوجية. عند إهمال العلاج ينزل الرحم للخارج وتفقد معه المرأة القدرة على السير بطريقة طبيعية.
إذا لم يعالج النزول بسرعة في هذه المرحلة يصبح الوضع أكثر تعقيدا من خلال نزول المثانة، التي تتسبب بدورها في نزول المخرج.
* طرق العلاج
في حال شخص المرض في بدايته يعالج بالترويض، لكن عند انتقال النزول للمرحلتين الثالثة والرابعة يتم اعتماد الجراحة لتثبيت الرحم من جديد داخل الحوض، مع إعادة المثانة والمخرج في الحالات المعقدة. وتشكل الجراحة بالمنظار طفرة في العلاج لأنها تطورت بشكل كبير، حيث يمكن للمرأة الخروج من المستشفى في اليوم الموالي واستئناف عملها بعد أسبوع، مع تجنبها للإحساس بالألم الذي يعقب الجراحة.
لكن في حال كانت المرأة تعاني من مشاكل في التنفس، أو القلب، أو السمنة، فإن الطبيب يعوض جراحة المنظار بالجراحة العادية التي تعطي نتائج مرضية أيضا. ويعتبر الشفاء في الغالب نهائيا بعد العملية، باستثناء بعد الحالات النادرة التي يتعرض فيها الرحم للنزول من جديد. لذا تنصح المرأة عموما بعد إجراء العلمية بمعالجة أي عرض من أعراض الإمساك، أو السعال، مع إنقاص وزنها، وعدم القيام بأي مجهود خلال الشهر الذي يعقب العملية. ويمكن للمرأة أن تلد بعد العملية بدون أي مشاكل.
* الوقاية
«هناك حالات لنساء يستعن بمنديل من أجل شد عنق الرحم المتدلي منهن، وهذه للأسف حالات موجودة بسبب الصمت والتحرج الذي يحيط بهذه الحالات» يقول مصطفى المشرقي الذي يجد أن أولى الخطوات الوقائية من هذا المرض هو التعريف به، والحديث عنه بجرعة مركزة في مناسبات عدة حتي تتمكن النساء من التعرف عليه. أما الخطوة الثانية التي تهملها غالبية النساء بسبب الجهل بها، أو الاعتقاد أنها من باب الرفاهية، هي أخذ الحامل لدروس تعطى حول طريقة إعدادها للولادة حتى تتجنب الوقوع في مضاعفات خطيرة بسبب الولادة العسيرة التي تقع في الغالب بسبب جهل الحامل بطريقة التنفس الصحيحة أثناء الولادة، وطريقة دفع الجنين، وكيفية التحكم في عضلات الحوض من خلال قبضها وارخائها في الوقت المناسب، وهو مايقيها من السلس البلوي الذي يصيب جل النساء بعد الولادة، إضافة إلى انزلاق الرحم.
ويرى الدكتور المشرقي أن هناك مجموعة من الفحوصات المقننة التي تخضع لأجندة محددة، والتي تمكن الطبيب من معرفة ما إذا كانت جميع الأعضاء في مكانها الطبيعي حيث يتم اكتشاف انزلاق الرحم مبكرا. حيث تنصح النساء في سن 18على أخذ لقاح للكشف عن الجرثومة المسببة في سرطان عنق الرحم. في سن 30تنصح بليكوغرافي ماموغرافي لفحص الثدي، مع فحص عنق الرحم كل سنة، إضافة إلى علاج علامات سن اليأس انطلاقا من سن 45.
سكينة بنزين
المصدر
http://www.ahdath.info/المصدر: منتديات الياس عيساوي