أهلا وسهلا بك إلى منتديات الياس عيساوي.
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا.كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة القسم الذي ترغب أدناه.

الرئيسيةالمنشوراتأحدث الصوردخولالتسجيل
!~ آخـر 10 مواضيع ~!
شارك اصدقائك شارك اصدقائك تطبيق كيوسيتي
شارك اصدقائك شارك اصدقائك تطبيق كيوهوست
شارك اصدقائك شارك اصدقائك تطبيق كيوهاوس
شارك اصدقائك شارك اصدقائك دليل الشركات القطرية
شارك اصدقائك شارك اصدقائك دليل كيو التجاري
شارك اصدقائك شارك اصدقائك تطبيق كيوماركت
شارك اصدقائك شارك اصدقائك تطبيق كيوسيتي
شارك اصدقائك شارك اصدقائك تطبيق كيوهوست
شارك اصدقائك شارك اصدقائك تطبيق كيوهاوس
شارك اصدقائك شارك اصدقائك دليل الشركات القطرية
الثلاثاء يوليو 11, 2023 8:39 am
الثلاثاء يوليو 11, 2023 8:38 am
الثلاثاء يوليو 11, 2023 8:38 am
الثلاثاء يوليو 11, 2023 8:37 am
الثلاثاء يوليو 11, 2023 8:36 am
الثلاثاء يوليو 11, 2023 8:36 am
الإثنين يوليو 10, 2023 8:46 am
الإثنين يوليو 10, 2023 8:45 am
الإثنين يوليو 10, 2023 8:44 am
الإثنين يوليو 10, 2023 8:44 am
إضغط علي شارك اصدقائك اوشارك اصدقائك لمشاركة اصدقائك!



منتديات الياس عيساوي :: الموسوعة الإسلامية :: منتدى: تحفيظ القرآن الكريم

شاطر

القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض Emptyالأحد مارس 16, 2014 4:35 am
المشاركة رقم:

mydream

إحصائية العضو

ذكر
عدد المساهمات : 53140
نقاط : 159048
تاريخ الميلاد : 16/03/1991
تاريخ التسجيل : 06/03/2013
العمر : 33
الموقع : http://info-reading.blogspot.com/
http://info-islamweb.mountada.net
مُساهمةموضوع: القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض


القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض


القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض



القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض F21up


الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، والصلاة والسلام على مَن أرسله الله رحمة للعالمين وفرجاً، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه السادة النجبا، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فمن فضل الإسلام على البشرية أن جاءها بمنهاج قويم في تربية النفوس وتنشئة الأجيال وتكوين الأمم، وبناء الحضارات، وإرساء قواعد المجد والمدنية، وما ذاك إلا لتحويل الإنسانية التائهة في ظلمات الشرك والجهالة والضلالة إلى نور التوحيد والعلم والهدى، وصدق الله العظيم القائل في محكم تنزيله: {قد جاءكم من الله نورٌ وكتابٌ مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم} سورة المائدة: [الآية: 16].
لقد جاء القرآن الكريم، وحلَّ في القلوب، وانعكس في الأعمال والأخلاق، فنقل الأمة العربية التي كانت مشتتة لا تجمعها رابطة سياسية ولا دينية، من الحضيض إلى القمة، ومن التفرق إلى الوحدة، ومن المهانة إلى العزة، فقام أبناؤها ينشرون هذا الدين الحنيف وفتحوا نصف العالم في أقل من قرن، بعد أن كانت تسودهم النزاعات والمخاصمات، فتحوه فتح رحمة وإنسانية وإخاء، فلم يعرف التاريخُ فاتحاً أرحم من العرب، ونشروا فيه حضارةً متينةً راسخة، بقيت آثارُها إلى اليوم، قامت على عقيدة راسخةٍ دعتْ إلى الإيمان بالله الواحد، وتقديس جميع الرسالات السماويةِ السابقة مع تقديس أنبيائها، انطلاقاً من الحديث النبوي الشريف القائل: ((الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد))رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة ، ودعت إلى الأخلاق الفاضلة ونشر العلم والمعرفة والتزكية والمحبة والوئام بين بني البشر، فهم متساوون عند الله، لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أحمر إلا بالتقوى مصداقاً لقوله تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}( سورة الحجرات: [الآية: 13].)، كما دعت لإعمار الأرض وإقامة بنيانها حيث قال سبحانه: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور}
وبيّنت للإنسان أن سبيل السعادة الحقة أن يكون ذا جناحين 
(جناح التزكية وجناح المعرفة ) وأن فلاحه أن يعمل للدارين، دار الدنيا ودار الآخرة، وقد أكد سبحانه أن من التزم بهذه الطريق لابد أنه سيكون من أصحاب هذه السعادة، فقال سبحانه: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} سورة النحل: [الآية: 97].، فتتحقق لهذه الأمة قولُ الله عز وجل: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}سورة آل عمران: [الآية: 110].
وإذا ما أراد العالم اليوم أن يتخلص من انتحاره البطيء، من الهاوية التي يتساقط فيها شيئاً فشيئاً، فما عليه إلا أن يرجع إلى كتاب الله الخالد - القرآن - لتكتحل روحه بنور الحقيقة، ولتسمو إلى أعلى عليين، فيحقق فردوسها في الأرض قبل أن يحققه في السماء، ويعيش جنة الدنيا قبل جنة الآخرة، ولله در من قال:
قد حوى القرآنُ نوراً وهدى
قل لقوم نبذوا أحكامه
فاسألوا التاريخ عن قرآنكم
فكأن الكون فيكم روضة
وكأن الكون أفقٌ أنتمُ
فعصى القرآنَ من لا يعقل
مالكـم مما نبـذتم بدل
يوم ضاءت بسناه السبل
وعلى الأغصان أنتم بلبل
فـيه بدر ساطع لايأفل
مخطط البحث
أولاً: تمهيد عام
ثانياً: خصائص التشريع القرآني.
كونه رباني المصدر.
كونه إنساني النزعة.
فيه التعادل والتوازن بين المصلحتين: العامة والخاصة.
التكامل والانسجام والشمول والخلود في التشريع القرآني.
ثالثاً: إطار الشريعة ومنهاجها في الحياة السعيدة المزدهرة للإنسان:
الإيمان جوهر التشريع القرآني.
العمل للدنيا والآخرة.
المادية والروحية في ظل القرآن.
اهتمام القرآن بالعقل والعلم.
التضامن والتكافل الاجتماعي في مظلة القرآن الكريم.
دعوة القرآن المجيد إلى التقدم والحضارة.
القرآن الكريم والإخاء الإنساني.
مفهوم المال في القرآن ودوره في الحياة.
الـخــاتـمـــة.
أولاً: تـمهيـــد عــام:
لو تساءلنا: لماذا نجح أسلافنا في إقامة حياة مزدهرة على وجه الأرض وفشلنا؟ ولماذا نشروا الأمن والسلام والخير والوئام بين بني البشر وعجزنا؟
ألنقص في كتبنا؟، أم لقلة في إدراكنا وفهمنا؟!، أم لبعدنا عن اتخاذ كتاب الله عز وجل - كما أراد سبحانه - منهجاً عملياً لنا؟!
لقد كان العرب قبل الإسلام أمة أميّة، فاستطاعوا بهذا الكتاب الخالد وبمفرده أن يحققوا كل ما حققوه من نجاح في الحياة، عندما تبنوه فكراً وعقيدة وسلوكاً.
ولكن ما هو سر هذا النجاح؟، وما هي مقوماته؟، وما هي الأسس الموجودة في هذا الكتاب الخالد - القرآن الكريم - والتي بها وصل المسلمون إلى قمة المجد والانتصار وسجل لهم التاريخ بها الخلود على وجه الأرض؟.
هذا ما سنتعرض له في هذا البحث راجياً من المولى القدير القبول والتوفيق إنه خير مسئول وبالإجابة جدير.
ثانياً: خصائص التشريع القرآني
يمتاز التشريع القرآني بعدة خصائص تكفل له الخلود والبقاء، والصلاحية والثبات، وأهم هذه الخصائص:
1- كونه ربّاني المصدر
فهو ثابت بلفظه ومعناه من الله تعالى، العليم الخبير، الذي هو أعلم بشؤون عباده، وما يصلحهم لدنياهم وآخرتهم، ويحقق لهم سبل السعادة والرشاد والهداية والتوفيق، ولهذا فقد عبر الله سبحانه عن كتابه /القرآن/ بأبلغ العبارات وألطف الإشارات، فقال سبحانه {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون} سورة الأنبياء: [الآية: 10].
ووصفه بالمبارك فقال سبحانه: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدّبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب} سورة ص: [الآية: 29].
، وما ذاك إلا لسمو هذا الكتاب، وعظمة منزّله، وصلاحيته لكل زمان ومكان، وهذا بعكس ما يضعه البشر، لأن ما يضعونه يصلح لزمن دون زمن أو لجماعة دون أخرى.
2- كونه إنساني النزعة
فالإنسان في القرآن أخو الإنسان، ولو كان على غير دينه واعتقاده، ويدلنا على ذلك أن كثيراً من الأنبياء الذين قصّ الله سبحانه علينا قصصهم، وكيفية إبلاغهم لأقوامهم، سماهم الله عز وجل إخوة لهم، بالرغم من تكذيبهم وعنادهم، فقال تعالى: {كذبت قوم نوح المرسلين * إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون} سورة الشعراء: [الآيتان: 105-106].
، وقال جل وعلا: {كذبت عاد المرسلين * إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون} سورة الشعراء: [الآيتان: 123-124].
وقال عز من قائل {كذبت ثمود المرسلين * إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون} سورة الشعراء: [الآيتان: 141-142].
وقال أيضاً عن قوم لوط: {كذبت قوم لوط المرسلين * إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون} سورة الشعراء: [الآيتان: 160-161]. 
وعندما خاطب القرآن مشركي مكة خاطبهم بقوله: {يا أيها الناس} ولم يصفهم بالشرك أو الكفر، ولم يناديهم بـ (يا أيها المشركون)، وما ذلك إلا لوجود تلك النزعة الإنسانية العظيمة فيه.
هذا وقد وردت كلمة أخ في القرآن قريباً من مئة مرة، ووردت كلمة إنسان أقل من هذا العدد بقليل، وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على مدى تقدير هذه الأخوة، ومدى الدعوة للمحافظة عليها ودعم روابطها.
3- فيه التعادل والتوازن بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة
اهتم القرآن بالفرد والمجتمع على حد سواء، دون إلحاق الضرر بأي منهما، لكنه وحفاظاً على بنية الجماعة قدم المصلحة العامة حال تعارضها مع المصلحة الخاصة، شريطة ا لتعويض لصاحب الملكية الخاصة.ونظرة القرآن هذه هي نظرة صائبة، لأن المصلحة العامة تنعكس شيئاً فشيئاً على المصالح الخاصة، فتحميها أو ترعاها على المدى البعيد.
وهذا التعادل والتوازن هو محور وسطية الإسلام، كما قال تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا}سورة البقرة: [الآية: 143].
قال الشاطبي في الموافقات: ((والقاعدة المقررة في موضعها أنه إذا تعارض أمر كلي وأمر جزئي فالكلي مقدم؛ لأن الجزئي يقتضي مصلحة جزئية،والكلي يقتضي مصلحة كلية، يـــنـــخــرم نظام في العالم بانخرام المصلحة الجزئية، بخلاف ما إذا قُدّم اعتبار المصلحة الجزئية، فإن المصلحة الكلية ينخرم نظام كليتها))الموافقات في أصول الشريعة ( تحقيق محمد عبد الله دراز )، ط1، المكتبة التجارية الكبرى، مصر.
وما أروع الكلمة التي ذكرها ابن القيم في كتابه (أعلام الموقعين) حين قال: 
(الشريعة عدل كلها، ورحمة كلها، ومصالح كلها، فكل مسألة خرجت من العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث، فليست من الشريعة وإن أدخلت فيها بالتأويل).
4- التكامل والانسجام والشمول والخلود في التشريع القرآني:
فهو لا يقتصر على تنظيم علاقات الناس بعضهم ببعض، منعزلة عن الرقابة الإلهية في السر والعلن، وإنما ينظم هذا التشريع هذه المعاملات على أساس من مراعاة علاقة الإنسان بخالقه على أكمل وجه، وتقدير الجانب الخلقي في التعامل على حب الخير، ومنع الأذى وطهارة النفس، وصفاء القلب، وعلو النفس، والترفع عن الدناءات، وهذه الخصائص جعلت التشريع القرآني خالداً إلى يوم القيامة لايُنقَضُ ولا ينسخ، ويجمع بين المثالية والواقعية، قال تعالى: {وإنه لكتاب عزيز * لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد} سورة فصلت: [الآيتان: 41-42].
ويبدو التكامل في التشريع القرآني من خلال صلته المتلازمة بين العقيدة والعبادة والشورى كما قال تعالى: {والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون} سورة الشورى: [الآية: 38].
ثالثاً: إطار الشريعة ومنهاجها في الحياة السعيدة المزدهرة للإنسان
امتاز التشريع القرآني بمنطلقات ومبادئ وأهداف عظيمة، جعلت منه دستورا خالدا، صالحاً لكل زمان ومكان، محققاً للحياة السعيدة المزدهرة التي كانت البشرية ومازالت تسعى لتحقيقها بعزم ومضاء، وبما أوتيت من قدرات وطاقات، تتعثر أحياناً وتسرع أخرى، على حسب قربها وبعدها من هذا المنهج الخالد.
وأهم السمات التي تميزت بها الشريعة السمحة:
1- الإيمان جوهر التشريع القرآني
يعتبر الإيمان بالله تعالى، والشعور بقدسية الدين، والإقرار بتشريع القرآن، جوهرَ التشريع والحياة في المجتمع المسلم، القائم على أساس الدين في تصوراته وتحركاته وغاياته، فالمؤمن بشريعة القرآن يؤمن بوجود الله تعالى القادر المسيطر على هذا الكون، ويؤمن بيوم الحساب والجزاء، ويؤمن بأن الدنيا مزرعة الآخرة، فهو يرهب الله ويخشاه ويراقبه في السر والعلانية، ليل نهار، صباح مساء، فلا يعمل إلا بما يرضي الله سبحانه، شعاره بين عينيه ( إلهي أنت مقصودي ورضاك مطلوبي )، فلا يخون العهد والأمانة، ولا ينحرف عن جادة الاستقامة.
وشعلة الإيمان بالله رباً وبالقرآن دستوراً ومنهجاً تملأ النفس بالراحة والطمأنينة، وتنير الطريق أمام المؤمن، وتعصمه من الانحراف والضياع، إن تكلم فبالله، وإن أراد فلله، وإن عمل فبقوة الله، يؤدي واجبه خير الأداء، ولا يتعدى على حقوق الآخرين.
والإيمان بشريعة القرآن يحقق الخير للجميع، دون بغي أو عدوان، ويكفل حرمة الحقوق، ويسعد الفرد والجماعة، ويؤدي إلى الرخاء والاطمئنان.
ولو قلبنا صفحات التاريخ لوجدنا أن أسلافنا ما سعدوا في حياتهم الدنيا إلا لَمَّا اصطبغت أرواحهم بجوهر الإيمان الحقيقي، وأجسادهم بجوهر السلوك الإنساني الرفيع، فسعدوا وأسعدوا، وتعلَّموا وعلَّموا، فكانوا للناس خيراً وبِشْراً وحبورا.
وإذا وجدنا في مجتمعنا نوعاً من التخلف، أو فساداً في الأخلاق، فما ذاك إلا لضعف الإيمان فينا، واختلال العقيدة عند الكثيرين منا، وضعف أثر الدين على النفوس، وإذا ما أردنا أن نعود إلى مجدنا وعزنا، فما علينا إلا أن نعود إلى جوهر القرآن ألا وهو الإيمان بالله تعالى، وتطبيق شرعه وفق ما أراده منا وعلى أكمل وجه.
2- العمل للدنيا والآخرة
يظن كثير من الناس اليوم أن القرآن الكريم يُتلى للبركة وحصول الثواب فقط، وأن كل ما فيه يدعو إلى ترك الدنيا ونبذها والعمل للآخرة فقط، وبالتالي الانقطاع للعبادة ومناجاة الله سبحانه، وقد نسوا أو تناسوا بجهل أو بحمق أن القرآن الكريم دعا الإنسان لأن يمتلك مفاتح الدنيا قبل الآخرة، حينما علمه أن يطلب الدارين معاً، فقال سبحانه: {ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار * أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب}سـورة البقرة: [الآيتان: 201-202].
لقد دعا القرآن المؤمنين إلى إقامة الحياة المزدهرة على الأرض، فقال سبحانه: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور} سورة تبارك: [الآية: 15].
وقال عز من قائل، مبيّناً قوام النظرة إلى الحياة { وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولاتنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك} سورة القصص: [الآية: 77].
فالمؤمن الحقيقي هو الذي يعبد ربه ويناجيه في كل مكان، في المتجر، والمصنع، والحقل، والمجتمع، ويراقب الله في معاملاته، وتسمو أخلاقه عن الشّرَه والجشع والأطماع الواسعة.
ولقد أدى عزوف المسلمين عن الدنيا في القرون الأخيرة إلى تخلفهم وذلهم وتأخرهم عن اللحاق بركب الحضارة، مع أن القرآن يدعوهم إلى عمارة الأرض، وإيجاد سبل الحياة الفاضلة السعيدة في المجتمع، فكان القرآن في وادٍ، وهم في واد آخر، وكما قال قائلهم:
طلع الدين إلى الله مستغيثاً
وقال الـعــباد قد ظلموني
يتســــمون بي وحقك
لا أعرف منهم أحداً ولا يعرفوني
إن الناظر المتفحص للتشريع القرآني يرى: أن القرآن أباح التمتع المعتدل بطيبات الدنيا في المأكل والمشرب والملبس، قال سبحانه: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} ســــــورة الأعراف: [الآية: 31].
وقال عز من قائل: {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة} سورة الأعراف: [الآية: 32].
ويرى أن القرآن طالب بالعمل وحذر من البطالة والكسل في الدنيا، فقال سبحانه: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} سورة التوبة: [الآية: 105].
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده)) أخرجه البخاري عن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه.
وقال أيضاً: ((إن الله يكره الرجل البطال)) رواه الطبراني والبيهقي والحكيم الترمذي.
وورد عن سيدنا عمر بن الخطاب: (إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة) ذكره الزمخشري في الكشاف أثناء تفسيره لسورة الانشراح ( 4/761 ).
وروى ابن عساكر عن أنس: (ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه، حتى يصيب منهما جميعاً) ( ذكره الزمخشري في الكشاف أثناء تفسيره لسورة الانشراح ( 4/761 ).
ويرى أن الله سبحانه قرن في كثير من الآيات العمل الصالح بالإيمان، فقال: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم...}سورة يونس: [الآية: 9].
وقال: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا}سورة الكهف: [الآية: 107].
ولم يجعل سبحانه العمل الصالح مقصوراً على العبادة فقط، وإنما يشمل ذلك كل صلاح في الدنيا والآخرة، وكل ما يصلح به المرء نفسه وأسرته ومجتمعه، إذ إن القرآن الكريم لم يمنع الاتجار والارتزاق حتى في أثناء الحج، فقال سبحانه: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلاً من ربكم}سورة البقرة: [الآية: 198].
وجعل سبحانه من أهداف الحج شهود المنافع الدينية والدنيوية فقال: {وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق * ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات...} سورة الحج: [الآيتان: 27-28].
ولقد ملك سلفنا الصالح مفاتح الدنيا، فأقاموا فيها حضارة ملأت الخافقين، وانتشرت من سويسرا غرباً إلى الصين شرقاً، وما ذلك إلا لفهمهم العميق لسنن الله الكونية، وتطبيقهم لشرعه القويم، حتى صارت الأرض فردوسهم الدنيوي قبل الانتقال إلى فردوسهم الأخروي.
لكن القرآن حذر من الانصراف الكلي إلى الدنيا والاغترار بها فقال سبحانه: {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}سورة الحديد: [الآية: 20].
لذلك طلب القرآن من أتباعه العمل للدنيا والآخرة، وأن تكون الدنيا في يد متبعيه لا في قلوبهم، حتى يستطيعوا إقامة الحضارة والمدنيّة الفاضلة، ولا يقتلهم الحرص والبخل والتنافس الممقوت على الدنيا، فإن فعلوا ذلك كانوا كالطائر ذي الجناحين الذي يسعى وبأقصى جهده لبلوغ هدفه المنشود، ولقد وعد الله عباده المؤمنين بإيصالهم إلى هدفهم المنشود، فقال عز من قائل: {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون} سورة النحل: [الآية: 97].
3- المادية والروحية في القرآن 
امتاز التشريع القرآني بالاعتدال والوسطية في كل شيء، عبادة ومعاملة، دنيا وآخرة، واتسم بالواقعية والتوازن، فنظر إلى الإنسان نظرة متكاملة، تقوم على الاهتمام بالروح والجسد على حد سواء، دون إهمال لأحدهما على حساب الآخر، ذلك أن سعادة الإنسان لا تكتمل إلا بإيفاء الحقين، فإذا ترك أحدهما عاش في هيكل أجوف، وحياة تعيسة ( إن بدنياه أو بأخراه ).
ولما كانت الروح جوهر الإنسان، والجسم عرَضٌ لها، فقد اهتم القرآن بادئ ذي بدءٍ بتقوية صلة هذه الروح بخالقها، فهذّبها من شوائبها وتعلقاتها، ونمّى مشاعر القلب الطيبة، وغرس فيها حب الله وإشراقاتها وتطلعاتها نحو الخالق، مستخدماً في ذلك أسلوبين رائعين تعشقهما كل فطرة إنسانية وهما:
http://vb.3dlat.com/showthread.php?t=190933


المصدر: منتديات الياس عيساوي



توقيع : mydream




مواضيع ذات صلة






الــرد الســـريـع
..

خدمات الموضوع
 KonuEtiketleri كلمات دليليه
القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض , القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض , القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض ,القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض ,القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض , القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض
 KonuLinki رابط الموضوع
 Konu BBCode BBCode
 KonuHTML Kodu HTMLcode
إذا وجدت وصلات لاتعمل في الموضوع او أن الموضوع [ القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض ] مخالف ,, من فضلك راسل الإدارة من هنا




القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض Collapse_theadتعليمات المشاركة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


ضع لايك من اجل جديدنا
قم بالاعجاب بالصفحة لمتابعة جديد اخبار منتديات الياس عيساوي
زوار المنتدى
القرآن الكريم وبناء الحياة المزدهرة على وجه الأرض Flags_1